على كل حال النووي معروف أمره، والحديث عنه يطول، لكن الذي يهمنا كتابه الأربعين النووية، فيقرأ عليه شرح المؤلف، شرح الأربعين للنووي نفسه، شرح مختصر ومتقن، ولا مانع أن يقرأه المنتهي مقروناً بشرح الحافظ ابن رجب، المسمى جامع العلوم والحكم، وهذا الكتاب كغيره من مؤلفات هذا الإمام فيها من العلم العجب العجاب، فيها علم السلف، وشرحه للأربعين شاهد لذلك، شرحه للبخاري لو كمل لكان من العجائب، وشرحه للترمذي أيضاً شيء أشيد به، لكن مع الأسف أنه لا يوجد منه إلا القسم الأخير وهو شرح العلل.
إذا حفظ طالب العلم المبتدئ الأربعين، انتقل بعدها إلى عمدة الأحكام، والمقصود بها الصغرى، وهي التي يذكرها أهل العلم في كتب التراجم، فإذا قالوا في ترجمة أحد من أهل العلم: حفظ كذا وكذا وعمدة الأحكام فالمراد بها الصغرى، وتأتي أهميتها من إمامة مؤلفها وانتقاء أحاديثها، فأحاديثها من الصحيحين وهو شرط المؤلف.
ثم بعد ذلكم يقرأ على هذه العمدة إذا حفظها، وهي عمدة تسعف في وقت الحاجة، يقرأ ما كتب عليها، وما كتب عليها مما يناسب الطلبة متوسطي التحصيل، كتاب في غاية الاختصار وهو خلاصة الكلام للشيخ فيصل بن مبارك، وأطول منه وأيسر وأقرب للطلاب وليكونوا غير المتخصصين في العلم الشرعي تيسير العلام للشيخ ابن بسام، هذا كتاب في غاية الوضوح والسهولة، لكن إذا قرناه بشرح ابن دقيق العيد أحكام الأحكام، هذا ينبغي أن يتخرج عليه طالب العلم، إذا فهمه طالب العلم فهو لما سواه أفهم، أحكام الأحكام لابن دقيق العيد وعليه حواشي الصنعاني، الكتاب مطبوع مع حواشيه في أربعة مجلدات.
طالب:. . . . . . . . .
صعب صعب، صعب الكتاب صعب، لكن ليس معنى هذا التنفير، لا، الصعب إذا فهمه الطالب تلذذ بقراءته، نعم؛ لأنه يصير كشف، كل جملة تفهمها فتح، تتلذذ بها.
فنقول: إذا قرأت على العمدة تعليقات الشيخ فيصل بن مبارك، وشرح ابن بسام نعم، وتأهلت لقراءة شرح ابن دقيق العيد لا مانع من ذلك.
فهناك شرح مطول على العمدة وهو الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن وهو كتاب مبسوط، لو ترجأ قراءته إلى مرحلة تالية؛ لطوله وتشعب معلوماته لكان أولى، لكن يذكر بمناسبة ذكر العمدة.