عليه الكحل وتركه عنده إلى أن طلع شعره وغطى ما كتب فجهزه وقال: إذا وصلت التتر مرهم بحلق رأسك ودعهم يقرأون ما فيه، وكان في آخر الكلام: قطِّعوا الورقة، فضربت رقبته، وهذا غاية في المكر والخزي – كما قال الصفدي1 -.

الخطوات السابقة:

ولم تكن سياسة المكاتبة مع التتر هي الأولى في هذا السياق، بل سبقتها خطوات مهَّدت لها وكانت بمثابة الأرضية والمقدمة لما بعدها؛ فقد اتخذ ابن العلقمي سياسة خبيثة – في إضعاف جيش الخلافة ساهمت في دخول التتر بغداد دون مقاومة تذكر، إذ اجتهد قبتل مجيء التتر في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان وصرفهم عن إقطاعاتهم، ونجح في ذلك إذ كانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف – منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر – فلم يزل ابن العلقمي مجتهدا في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف في أواخر أيام المستعصم2.

ويقول الذهبي: "استوزر "المستعصم" ابن العلقمي الرافضي فأهلك الحرث والنسل، وحسّن له جمع الأموال، وأن يقتصر على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015