وخلاصة هذا السبب اجتهاد خاطئ وقع فيه خوارزم شاه في سياسته مع هؤلاء التتر، ولا سيما في حادثة قتل التجار وأخذ ما معهم من الأموال – كما سبق البيان-.
وأضيف هنا ما ذكره ابن الأثير كذلك في هذا الصدد، وخلاصته التضييق الإقتصادي على جند التتر ومنعهم الميرة والكسوات وغيرها مما كان يصل إليهم من قبل؛ وذلك أن خوارزم شاه بعد أن ملك ما وراء النهر وخلصها من ملوك "الخطا" سد الطريق عن بلاد تركستان وما بعدها من البلاد، وأن طائفة من التتر كانوا قد خرجوا قديما والبلاد للخطا، فلما ملك خوارزم شاه البلاد منهم وقتلهم، واستولى هؤلاء التتر على تركستان: كإشغار وبلاساغون وغيرها وصاروا يحاربون عساكر خوارزم شاه، فلذلك منع الميرة عنهم من الكسوات وغيرها1.
وليس بغريب أن يدعوهم هذا التضييق إلى التحرش بمن ضيق عليهم والإنتقام لأنفسهم، وتأمين أسباب العيش لهم ولجندهم فكان ما كان والله المستعان.
وبعد، فيصح القول بأن الظلم مرتعه وخيم، وأن الله يعاقب عليه بخراب البلاد وفناء الأمم الظالمة إن عاجلا أو آجلا، ولا يسلم من ذلك المسلمون.