بخارى المسلمة وأظهروا لأهلها العدل حسن السيرة، ثم توجه "جنكز خان" إلى القلعة التي احتمى بها طائفة من العسكر كانوا نحوا من أربعمائة فارس لم يتمكنوا من الهرب مع أصحابهم، وطلب جنكز خان من أهل البلد الخروج معه لمحاصرة هذه القلعة ومن تخلف قتل، فكانت تلك بداية الإستخفاف والإستذلال لأهل بخارى، فخرجوا خوفا من بطشه، وأمرهم بردم الخندق المحيط بالقلعة ففعلوا وبلغ من سوء التتر واستهتارهم أن استخدموا كل شيء في ردم هذا الخندق حتى ألقيت المنابر وريعات القرآن في الخندق.
وبعد جهد جهيد وقتال مرير، دخل جنكز خان وأصحابه القلعة وقتلوا من بقي بها من جند المسلمين الذين أصروا على الدفاع عن القلعة بكل ما يملكون وحتى آخر لحظة!
وقل توقفت مأساة التتر ببخارى عند هذا الحد؟ كلا، فحين فرغوا من القلعة طلب جنكز خان أن يُكتب له وجوه القوم ورؤساؤهم، فلما عُرضوا عليه أمر بإحضارهم فحضروا، وطلب منهم إحضار "النقرة" التي باعهم إياها خوارزم شاه وقد أخذت من تجار التتر – كما سبق البيان – فأحضر كل من كان عنده شيء منها بين يدي "جنكز خان" ثم أمرهم بالخروج من البلد فخرجوا مجردين من أموالهم ليس مع أحد منهم غير ثيابه التي عليه، ودخل الكفار البلد فنهبوه وقتلوا من وجدوا فيه، وأحاطوا بالمسلمين فاقتسموهم ونسائهم، وكان يوما شديدا على