وامتدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخشوع وبين فضل البكاء من خشية الله فقال: " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " (?) .
وقال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... وذكر منهم: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " (?) . وعن عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه قال: "أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء" (?) .
وغيرها من الأحاديث كثير. وأصل الخشوع كما قال ابن رجب: " لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له" (?) .
والخشوع: خمود نيران الشهوة، وسكون دخان الصدور، وإشراق نور التعظيم في القلب، واستحضار عظمة الله وهيبته وجلاله.
قال الجنيد: الخشوع تذلُّل القلوب لعلام الغيوب.
والقلب أمير البدن، فإذا خشعَ القلب، خشع السمع والبصر والوجه وسائر الأعضاء وما ينشأ عنها، حتى الكلام.
الخشوع يقظة دائمة لخلَجَات القلب وخفقاته ولفتاته حتى لا يتبلد، وحذَرٌ من هواجسه ووساوسه، واحتياط من سهواته وغفلاته ودفعاته، خشية أن يزيغ وتعتريه القسوة.