الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكْمَل حقوقها، وأركانها، وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها، لئلاَّ يضيع شيئًا منها، بل همُّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي، وإكمالها وإتمامها. قد استغرق قلب شأنُ الصلاة وعبودية ربِّه - تبارك وتعالى- فيها.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربِّه عز وجل، ناظرًا بقلبه إليه، مراقبًا له، ممتلئًا من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلَّت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حُجُبُها بينه وبين ربِّه. فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم ممَّا بين السماء والأرض
ابن القيم