ولم يأمرك بالتكبير والاستسلام إلا ليعلم تسليمك وموافقتك على بيع الدنيا الزائلة بالآخرة الباقية. فله الحمد ما أعظمه وله الحمد ما أكرمه، وحريُّ بنا أن نستسلم راغبين فرحين مغتبطين.
ثم يحلق العقل في ملكوت الله وبينما هو كذلك إذ تنطلق كلمة التسبيح والحمد لمن هذا شأنه، فتقولين: " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".
وأنت في قيامك هذا تقفين موقف الذليل الخاضع تضعين يدك اليمنى على اليسرى على صدرك بكل استكانة لمن أوقفك هذا الموقف، وسيوقفك الموقف الرهيب يوم القيامة تنظرين موضع سجودكِ بكل إطراق وتفكر فيما ترددين من الألفاظ مقتدية بنبيكِ محمد –صلى الله عليه وسلم- الذي كان: " إذا صلى طأطأ رأٍسه ورمى ببصره نحو الأرض " (?) تخشين أن ينصرف الله عنك وتستحضرين قوله –صلى الله عليه وسلم-: "إذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" (?) وقوله: "لا يزال الله مقبلاً على عبده في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه" (?) .