أول ما يبدأ به المصلي استقبال القبلة والدنو من السترة حتى لا يكون بينه وبينها سوى ثلاثة أذرع حال قيامه (?) وممر شاة حال سجوده (?) - ثم يكبر تكبيرة الإحرام.
أما كيفيه الخشوع بتكبيرة الإحرام فإن عليكِ أيتها المصلية أن ترفعي يديك حذو منكبيكِ أو حِيال أذنيكِ متوجهة بباطن الكفين إلى القبلة ممدودة الأصابع ضامة لها- وتشعرين وأنت بهذه الحال بالاستسلام التام لرب العباد, وتخيلي لو أن أحدًا أراد منك أن تذعني له وتستسلمي، فأمرك برفع يديك ومدها، لارتعدت مفاصلك خوفًا من بطشه بكِ، وهو بشر مثلك، فكيف بمن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه - سبحانه - وكيف بمن الأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، يأمرك بأن تستسلمي وتقفي بين يديه؛ ذلاً وخضوعًا له، رافعة يديك معلنة التسليم التام له، متخلية عن كل شيء في يديك تملكينه، فالأمر أعظم من أن تستمسكي بشيء من أمور الدنيا فهذا وقوف بين يدي من بيده كل شيء. كيف يمر عليك التكبير والحال هكذا بسهولة!! ويذهب معنى التكبير ومراده من نفسك وتبقى حركته وإشارة اليدين به، أو ليس الله بقادر على أن يأخذك بغتة أتأمنين ذلك؟ إذا عانق الخيال مثل هذه المعاني وأنت ترفعين يديك لتكبيرة الإحرام، فإن الخشوع سيمتلك قلبك والخضوع سيسطر على جوارحك ولن تنفكي من أن تنطقي تكبيرة من فؤادك معلنة البراءة من كل شيء فالله عندك أكبر من كل شيء..