خرج به أبوه عبد المطلب إلى وهب بن عبد مناف، فزوجه ابنته كما مر، وقيل: كانت آمنة في حِجر عمها وهب بن عبد مناف، فأتاه عبد المطلب، فخطب إليه ابنته هالة لنفسه، وخطب على ابنه عبد الله ابنة أخيه آمنة، فزوجه، وزوج ابنه في مجلس واحد، فولدت آمنة لعبد الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وولدت هالة لعبد المطلب حمزة.

والمشهور عند أهل النسب أن زهرة اسم الرجل، وشذ ابن قتيبة، فزعم أنه اسم امرأته، وأن ولدها غلب عليهم النسب إليها، وهو مردود بقول إمام أهل النسب هشام بن الكَلبي: إن اسم زهرة المغيرة، فإن ثبت قول ابن قتيبة، فالمغيرة اسم الأب، وزهرة اسم امرأته، فنسب أولادهما إلى أمهم، ثم غلب ذلك حتى ظن أن زهرة اسم الأب، فقيل: زهرة بن كلاب، وزُهرة بضم الزاي بلا خلاف، فهو - صلى الله عليه وسلم - قرشي الأب والأم. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: "لم يكن بطنٌ من قريش إلا وله فيه قرابة".

ما يُقال فيمن يقال له: قرشي وعلى اشتقاق التسمية

وها أنا أذكر ما قيل فيمن يقال: إنه قرشي، وما ورد من الخلاف في معنى قريش.

ففي قريش أربعة أقوال.

أحدها: أنهم ولد النضر بن كنانة، وبذلك جزم أبو عبيدة أخرجه ابن سعد، وروي عن هشام بن الكلبي عن أبيه: كان سكان مكة يزعمون أنهم قريش دون سائر بني النضر حتى رحلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه عن قريش فقال: "من ولد النضر بن كنانة".

وقيل: إن قريشًا هم ولد فِهر بن مالك بن النضر، وهو قول الأكثر، وبه جزم مصعب، قال: ومن لم يلده فِهر، فليس بقرشي، وإنما هو كناني، يعني مما فوقه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015