مدركة واسمه عمرو "بن إلياس" بكسر الهمزة في قول وبفتحها في قول، ضد الرجاء، واللام فيه للتعريف، والهمزة للوصل قال السهيلي: وهذا أصح. وهو أول من أهدى البُدْنَ إلى البيت الحرام. ويُذْكَرُ أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج. وهو "ابن مضر" وهو أول من سَنَّ الحُداء للابل، وكان من أحسن الناس صوتًا. وهو بضم الميم وفتح الضاد، يقال: إنه سُمِّي به، لأنه كان مولعًا بشرب اللبن الماضر، أي: الحامض؛ وفيه نظر، لأنه يستدعي أنه كان له اسم غيره قبل أن يتصف بهذه الصفة. نعم، ويمكن أن يكون هذا اشتقاقه، ولا يلزم أن يكون متصفًا به حالة التسمية. وهو "ابن نزار" بكسر النون من النزر وهو القليل.
قيل: لأنه لما ولد، ونظر أبوه إلى نور محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بين عينيه فرح فرحًا شديدًا، وأطعم، وقال: إن هذا كلَّه نزر في حق هذا المولود، فسمي نزارًا لذلك. وهو "ابن معد بن عدنان".
قال ابن دِحْية: أجمع العلماءُ -والِإجماعُ حجة- على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما انتسب إلى عدنان ولم يتجاوره.
وروى الطبراني، بإسناد جيد، عن عائشة، قالت: "استقام نسبُ الناس إلى مَعَدِّ بن عدنان". وروى ابن سعد من حديث عمرو بن العاص، بإسناد فيه ضعف، مرفوعًا "أنا محمَّد بن عبد الله" وانتسب حتى بلغ النضر بن كِنانة قال: فمن قال غير ذلك فقد كذب. وروى ابنُ حبيب في "تاريخه" عن ابن عباس، قال: "كان عدنان ومعد وربيعة ومضر، وخزيمة، وأسد، على ملة إبراهيم فلا تذكروهم إلا بخير" وروى الزبير ابن بكار من وجه آخر عن ابن عباس: "لا تسبوا مُضَرَ، فإنه كان قد أسلم". هذا نسبُه - عليه الصلاة والسلام - المتفق عليه من جهة الأب.
أما من جهة الأم، فأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب إلى آخر النسب الشريف الزهرية، تزوَّجها عبد الله بن عبد المطلب، وهو ابن ثلاثين سنة. وقيل: كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة.