المعراج، إذ الروايات متفقة على أن المرور به كان قبل المرور بموسى. وقوله: ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح، كل الأنبياء قالوا: بالأخ الصالح حتى إدريس، إلَّا آدم وإبراهيم. وفي هذا دليل قويّ على أن إدريس ليس من أجداد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا يكون نوحًا عليه السلام خارجًا منه.
وقال ابن أبي الفضل: صحت لي طريق أنه خاطبه فيها بالابن الصالح، وفي حديث أبي سعيد: "فإذا أنا بإبراهيم، خليل الرحمن مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، كأحسن الرجال". وفي حديث أبي هريرة عند الطبريّ "فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسيّ" وللمؤلف من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لما كذبني قريش قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا انظر إليه".
قوله: لما كذبني قريش، في رواية الكشميهنى "كذبتني" بزيادة مثناة، وكلاهما جائز، وقد وقع بيان ذلك في طرق أخرى، فروى البيهقيّ في الدلائل عن أبي سلمة قال: افتُتن ناس كثير عقب الإسراء، فجاء ناس إلى أبي بكر، فذكروا له، فقال: أشهد أنه صادق. فقالما: وتصدقه بأنه أتى الشام في ليلة واحدة، ثم رجع إلى مكة؟ قال: نعم، إني أُصدقه بأبعد من هذا، أُصدقه بخبر السماء، فسمي بذلك الصِّدِّيق. قال: سمعت جابرًا يقول: فذكر الحديث، وعند أحمد والبزار بإسناد حسن عن ابن عباس. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لما كان ليلة أُسري بي، وأصبحت بمكة، مرَّ بي عدو الله أبو جهل فقال: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني أُسري بي الليلة إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحتَ بين أظهرنا؟ قال: نعم. قال: فإن دعوتُ قومكَ أتحدثهم بذلك؟ قال: نعم. قال: يا معشر بني كعب بن لؤي، قال: فانفضت إليه المجالس حتى جاءوا إليهما، فقال: حدث قومك بما حدثتني، فحدثتهم. قال: فمن بين مصفق وواضع يده على رأسه متعجبًا. قالوا: وتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ ... الحديث.