بركوبهم، لم تكن ركبت في الفترة".
وفي مغازى ابن عائذ عن سعيد بن المسيب قال: البراق هي الدابة التي كان يزور إبراهيم عليها إسماعيل. وفي كتاب مكة للفاكهيّ والأزرقيّ أن إبراهيم كان يحج على البراق. وفي أوائل الرّوض للسهيليّ أن إبراهيم حمل هاجر على البُراق لما سار إلى مكة بها ويولدها، فهذه آثار يشدّ بعضها بعضًا، دالة على كون البراق كان مركوبًا للأنبياء. وقال ابن المنير: إنما استصعب البراق تيهًا وزهوًا بركوب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأراد جبريل استنطاقه، فلذلك خجل وارفضَّ عرقاً من ذلك، وقريب من ذلك رجفةُ الجبل به حتى قال له اثبت، فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيد، فإنها هزة الطرب لا هزة الغضب. ورُوي أن البراق لما عاتبه جبريل قال له معتذرًا: إنه مس الصفراء اليوم، وإن الصفراء صنم من الذهب كان عند الكعبة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى زيد بن حارثة أن يمسه بعد ذلك، وكسره يوم فتح مكة.
ومن الأخبار الواهية في صفة البراق ما ذكره الماورديّ عن مُقاتِل، وأورده القرطبيّ في التذكرة، ومن قبله الثعلبى عن ابن عباس قال: الموت والحياة جسمان، فالموت كبش لا يجد ريحه شي إلَّا مات، والحياة فرس بَلْقاء أنثى، وهي التي كان جبريل والأنبياء يركبونها، لا تمر بشيء، ولا يجد شيء ريحها إلَّا حَيّ. واختلف هل جبريل كان راكبًا مع النبي، عليهما الصلاة والسلام، على البراق أم لا؟ والصحيح أنهما كانا رديفين عليه، ففي الطبرانيّ عند عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أن جبريل أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالبراق فحمله بين يديه، وعند أبي يعلي والحاكم عن ابن مسعود، رفعه "أُتيتُ بالبراق فركبت خلف جبريل". وفي صحيح ابن حبان عن ابن مسعود أن جبريل حمله على البراق رَديفًا. وفي رواية الحارث في مسنده "أُتي بالبراق فركب خلف جبريل، فسار بهما" فهذا كله صريح في ركويه معه.
وعند التِّرمذيّ والنَّسائيّ من حديث حذيفة "فما زايلا ظهر البراق". وعنه أيضًا عند أحمد قال: "أُتي رَسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبراق، فلم يزايل ظهره هو وجبريل