الخطيب الشافعي أسماءهم في بيت، كما جمع أسماء القراء فى بيت أيضًا فقال:
جَمَعتُ لكَ القُراء لما أَرَدتَهُمْ ... ببيتٍ تَراهُ للأَئِمةِ جامعًا
أبو عَمروٍ وعبد اللهِ حمزَةُ عاصِمٌ ... عليٌّ ولا تَنسْ المدِينيّ نافعًا
وإن شئْتَ أَركانَ الشريعةِ فاستَمع ... لتَعرفَهُمْ فاحفَظ إِذا كُنتَ سامِعًا
محَمدُ والنُّعمانُ مالكُ أَحمدٌ ... وسفيانُ واذكُر بَعْدُ داوودَ تابِعًا
الثالث: هشام بن عُروة بن الزُّبير بن العَوّام الأَسَدِيّ القُرَشِيّ أبو المُنْذِر، وقيل: أبو عبد الله، أحد تابعي المدينة المشهورين المكثرين في الحديث، المعدودين من أكابر العلماء، وجِلّة التابعين، ولد هو وعمر بن عبد العزيز، والزُّهْري، وقَتَادة، والأَعْمَش، ليالي قتل الحسين ابن علي، رضي الله تعالى عنهما، وكان قتله يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين، وقدم بغداد على المنصور، وهو معدود في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وقد قال له المنصور يومًا: يا أبا المنذر! أتذكر يوم دخلت عليك أنا وأبي وإخوتي الخَلائف، وأنت تشرب سَويقًا بقصبة يَرَاع، فلما خرجنا من عندك، قال لنا أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه، فإنه لا يزال في قومكم بقيةٌ ما بقي، قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين، فلما خرج هشام، قيل له: يُذَكِّرُكَ أمير المؤمنين ما تَمُتُّ به إليه، فتقول: لا أذكره؟ فقال: لم أكن أذكر ذلك، ولم يُعَوِّدُني الله في الصدق إلا خيرًا.
وروي أنه دخل على المنصور، وقال له: يا أمير المؤمنين! اقضِ عَنّي ديني، فقال وكم دَينك؟ قال: مئة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دين مئة ألف ليس عندك قضاؤها؟ فقال: يا أمير المؤمنين! شب فتيان من فتياننا، فأحببت أن أُبَوِّئَهُم، وخشيت أن يُنشر علي من أمرهم ما أكره، فبوأتهم، واتخذت لهم منازل، وأولمت عنهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين، فردد عليه مئة ألف استعظامًا لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين! أعطني ما أعطيتُ، وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من أعطى