سَقى جَدَثًا ضَمَّ البَقيعُ لمالِكٍ ... مِنَ المُزنِ مَرعاهُ السحائبُ مِبراقُ
إمامٌ مُوَطاه الذي طَبَّقتْ به ... أَقاليمُ في الدنيا فِساحٌ وآفاقُ
أَقامَ به شَرعَ النَّبيِّ مُحمدٍ ... له حَذرٌ مِن أن يُضامَ وإِشفاقُ
له سَنَدٌ عالٍ صحيح وهَيبةٌ ... فلِلْكُلِّ مِنهُ حينَ يَرويهِ إِطراق
وأَصحابُ صدقٍ كلُّهُمْ فَسَلْ ... بهِم إِنهُم إن أَنت ساءَلْتَ حُذّاقُ
ولو لم يكن إلَّا ابن إِدريسَ وحْده ... كَفاهُ ألا إن السَّعادة أرزاقُ
والأصبحيُّ في نسبة نسبه إلى ذي أَصْبحِ -بفتح الهمزة، وسكون الصاد- واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن غَوْث بن سعد بن عَوْف بن عَدِيّ بن مالك بن زَيْد بن سَهْل، بن عمرو بن قَيْس بن مُعاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن الغَوْث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان، وذو كذا عند حمير لقب للملك، ويجمع جمع تكسير، فيقال لهم: الأذواء، وجمع سلامة فيقال لهم: الذوين، قال الشاعر:
فلا أَعني بذلك أَرذَلِيكُم ... ولكني أُريدُ به الذَّويْنَ
وليس في الرواة مالك بن أنس غيره سوى مالك بن أنس الكوفي، رُوي عنه حديث واحد عن هانئ بن حرام، وغلط من أدخل حديثه في حديثه الإِمام، نبه عليه الخطيب في كتابه "المتفق والمفترق".
والإِمام مالك أحد أهل المذاهب الستة المدونة مذاهبهم. وثانيهم النعمان أبو حنيفة، مات ببغداد سنة خمسين ومئة عن سبعين سنة.
والثالث الإِمام الشافعي، مات بمصر عن أربع وخمسين سنة، سنة أربع ومئتين، والرابع: أحمد بن حَنْبل، مات ببغداد سنة إحدى وأربعين ومئتين، عن ثمانين سنة، والخامس سفيان الثوري، مات بالبصرة سنة إحدى وستين ومئة، عن أربع وستين سنة، والسادس: داوود بن علي الأَصْبهاني، إمام الظاهرية، مات ببغداد سنة تسعين ومئتين، عن ثمان وثمانين سنة، وقد جمع الإِمام أبو الفضل يحيى بن سلامة الحَصْكَفِيّ