عُروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعائشة بنت سعد بن أبي وَقّاص، وخلق.
وروى عنه كثير من شيوخه: كالزُّهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، بل قيل: إن مالكًا ما روى عن أحد إلا روى عنه ذلك الشيخ بعد ذلك، إِلا نافع بن أبي نُعيم المقرئ. ومن الأعلام الذين رووا عنه، وماتوا قبله: سُفْيان الثَّوري، وشُعبة بن الحَجّاج، وأبو عاصم النَّبيل، وعبد الله بن المُبارك، وعبد الرحمن الأوزاعي، وأبو حنيفة. قال السُّيوطِيّ: ألف الدارقطني جزءًا في مرويات أبي حنيفة عنه.
وروى عنه: عبد الله بن مَسْلمة القَعْنَبِيّ، وعبد الله بن جُريج، وأبو نُعيم الفضل بن دُكَيْن، وقُتيبة بن سعيد، واللَّيث بن سعد، وهو من أقرانه، والشافِعيّ، وخلق كثير.
وأما الذين رووا عنه "الموطأ" والذين رووا "مسائل الآي" فأكثر من أن يُحْصَوْا، قد بلغ فيهم أبو الحسن علي بن عمر الدارقُطْنيّ في كتاب جمعه في ذلك نحو ألف رجل.
وممن أخذه منه محمَّد بن الحسن الشَّيْباني، وقال: أقمت عند مالك ابن أنس ثلاث سنين وكسرًا، وسمعت منه لفظًا أكثر من سبع مئة حديث، وكان إذا حدث عن مالك امتلأ منزله، وكثر الناس عليه، حتى يضيقَ بهمُ الموضع، وإذا حدث عن غير مالك لم يجئه أحد، وأفردت العلماء التآليف العديدة في مناقبه، كان شديد البياض إِلى الشقرة طويلًا، عظيم الهامة، أصلع، يلبس الثياب العدنية الجياد، ويكره حلق الشارب، ويعيبه، ويراه مثلة، ولا يغير شيبة، ولد سنة خمس وتسعين، وحمل به ثلاث سنين، وفيها ولد الليث بن سَعْد، وتوفي في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومئة، وعاش أربعًا وثمانين سنة، وقال الواقِدِيّ: عاش تسعين سنة. دفن بالبقيع، وقبته به مشهورة تزار، ورثاه أبو محمد جعفر بن أحمد ابن الحسين السّرّاج: