سنة ثلاث وعشرين، لثلاث بقين من ذي الحجة، وقيل: لأربع بقين منه. واختلف في سنه يوم مات فقيل: ابن ثلاث وستين سنة، كسن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر يوم ماتا، وقيل: ابن ستين، وقيل: ابن اثنين وخمسين، وقيل: ابن أربع وخمسين، وقيل: ابن خمس وخمسين. وفي "تهذيب التهذيب" وفي "أخبار البصرة" لعمر بن شَبَّة، قال: قال لنا أبو عاصم إلى أن قال: قال ابن عمر: قال لي عمر قبل أن يموت بعام: أنا ابن سبع وخمسين سنة، أو ثمان وخمسين، وإنما أتاني الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة، فعلى هذا يكون يوم مات ابن ثمان وخمسين، أو تسع وخمسين، وهذا يُرَجَّحُ على غيره, لأنه من عمر بنفسه، وهو أعرف من غيره بنفسه، والمخبر من آل بيته، وآل الرجل أتقن لأمره من غيرهم.

والقاتل له عدو الله أبو لؤلؤة، غلام المُغيرة بن شُعبة، وكان نصرانيًا.

وسبب قتله ما روي عن عبد الله بن الزُّبير، قال: غدوت مع عمر بن الخطاب إلى السوق، وهو متكئٌ على يدي، فلقيه أبو لؤلؤة، غلام المُغيرة، فقال له: كَلِّم مولاي ليضع عني من خراجي، قال: كم خراجك؟ قال: دينار، قال: ما أرى أن أفعل، إنك لرجل محسن، وما هذا بكثير، ثم قال له عمر: ألا تعمل لي رحىً؟ قال: بلى, فلما ولّى، قال أبو لؤلؤة: لأعملَنَّ لك رحىً يتحدث الناس عنها ما بين المشرق والمغرب، قال: فوقع في نفسي قوله، فلما كان من الغد في النداء لصلاة الصبح. خرج عمر إلى الناس يؤذنهم بالصلاة، وأنا في مصلاي، وقد اضطجع له عدو الله أبو لؤلؤة، فضربه بالسكين ست طَعَنات، إحداهن من تحت سرته، هي قتلته، فصاح عمر، أين عبد الرحمن بن عوف؟ فقال: هو ذا يا أمير المؤمنين، قال: تقدم فصلِّ بالناس، فتقدم عبد الرحمن بن عوف، وصلى بالناس، وقرأ في الركعتين بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكفرون:1] {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] واحتملوا عمر، فأدخلوه منزله، فقال لابنه عبد الله: اخرج فانظر من قتلني، فخرج عبد الله، فقال: من قتل أمير المؤمنين؟ فقالوا: أبو لؤلؤة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015