وعن شريْح بن عُبَيْد، قال: قال عمر: خرجت أتعرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدته سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، واستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجب منِ تأليف القرآن، فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 40 - 41] فقلت: كاهن, فقال: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ..} [الحاقة: 42] حتى ختم السورة، قال: فوقع الإِسلام في قلبي كل موقع.
وعن ابن عباس أنه سأل عمر عن إسلامه، فذكر قصة بطولها، وفيها
أنه خرج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين حمزة. وأصحابه الذين كانوا اختفوا في
دار الأرقم، فعلمت قريش أنه امتنع، فلم تُصِبْهم كآبة مثل ذلك اليوم،
قال فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ الفاروق. ووقع في سبب إسلامه غير هذا
مما هو مذكور في ترجمة أخته فاطمة.
وفي "الواقدي" أنه كان يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى، ويجمع جَراميزه، ويَثِبُ على فرسه، فكأنما خلق على ظهره. والجَراميز: بدن الإِنسان، يقال: جمع جراميزه: إذا تقبض ليثبت.
له خمس مئة وتسعة وثلاثون حديثًا. اتفقا على عشرة، وانفرد البخاري بتسعة، ومسلم بخمسة عشر.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وأُبَيّ بن كعب.
وروى عنه أولاده عبد الله، وعاصم، وحَفْصة، وروى عنه عثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عَوْف، وابن مسعود، وشَيْبة بن عثمان، وغيرهم من الصحابة، وروى عنه من التابعين: سعيدُ بن المُسَيِّب، وعمرو بن مَيْمون الأَوْدِيّ، وشُريْح القاضي، وسُوَيْد بن غفلة، وعَلْقَمة بن وقّاص، وغيرهم.
مكث في الخلافة عشر سنين وستة أشهر، وقُتل رضي الله تعالى عنه