ذكر البخاريُّ منها ستة. روى عن أبيه وأبي بكر وعمر وعثمان، وخالته عائشة، وسفيان بن أبي زُهير وغيرهم، وروى عنه أخوه عُروة وابناه عامر وعبّاد، وابن أخيه محمد بن عُروة، وأبو ذُبيان خليفة بن كعب، وعطاء البنانيّ وآخرون.
وخبيْبٌ الذي كني به هو صاحب عمر بن عبد العزيز الذي مات من ضربه إذ كان عمر واليًا بالمدينة للوليد، وكان الوليد قد أمره بضربه، فمات من أدبه ذلك، فوداه عمر بعده.
السادس: الزُّبير بن العوّام بن خُويلد الأسدي القُرشيّ، أحد العشرة المبشرين بالجنة، حَوارِيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه صفية بنت عبد المطلب، عمته صلى الله عليه وسلم، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راضٍ. كانت أمه تكنيه أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب، واكتنى هو بابنه عبد الله فغلبت عليه.
أسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ثمان سنين. وكان عمه يعلقه في حصير ويدخن عليه ليرجع إلى الكفر، فيقول: لا أكفر أبدًا. وكان نوفل بن خويلد عمه هو الذي يليه بعد موت أبيه العوام، وكانت أمه صفية تضربه وهو صغير، وتغلظ عليه، فعاتبها نوفل، وقال: ما هكذا يُضرب الولد، إنك لتضربين ضرب مبغضةٍ، فرجزت فيه صفية:
من قال إنيّ أبغضه فقد كذب ... وإنما أضربه لكي يلَبّ
ويهزم الجيش ويأتي بالسَّلَبْ ... ولا يكن لماله خبًّا مُخِبّ
يأكل ما في البيت من تمر وحبّ
وروى عن عروة أنه قال: قاتل الزبير وهو غلامٌ بمكة رجلًا فكسر يده. فمر الرجل محمولًا على صفية، فسألت عنه فقيل لها، فقالت: كيف رأيت زَبْرًا أم أقطًا وتمرًا أو مشمعَّلًا سقر؟ وعن عروة وابن المسيب: أول رجل سل سيفه في الإِسلام الزبير، وذلك أن الشيطان نفح نفخة، فقال: أخذ رسول