الله صلى الله عليه وسلم، فاقبل الزبير يشق الناس بسيفه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما لك يا زُبير؟ فقال: أُخبرت أنك أُخذت، فصلى عليه ودعا له، ولسيفه.
وروي عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: "الزبير ابن عمتي وحواريي من أُمتي". وقال أيضًا: "لكل نبيّ حواريّ، وحواريّي الزبير" وسمع ابن عمر رجلًا يقول: أنا ابن الحواري، فقال: إن كنت ابن الزبير وإلا فلا. وآخى النبي، صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار، آخى بين الزبير وبين سلَمة بن سَلاَمة بن وَقْش.
وهاجر الهجرتين، وكان رجلًا طويلًا، إذا ركب تخط رجلاه الأرض. وقال عثمان بن عفان: لما قيل له استخلف الزبير، فقال: أما إنه لأخيرهم وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه يقول حسان بن ثابت:
أقامَ على عهد النبي وهديه ... حواريُّه والقول بالفعل يُعْدل
أقام على منهاجه وطريقه ... يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يوم مجمل
وإنّ امرءًا كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرفل
له من رسول الله قربى قريبة ... ومن نصرة الإِسلام مجد مؤثل
فكم كربةٍ ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى والله يعطي ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحرب خشها ... بأبيض سباق إلى الموت يرفل
فما كان فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل
وروى البخاري عن عائشة: أنها قالت لعروة: كان أبواك من الذين استجابوا لله ورسوله بعدما أصابهم القرْح، تريد أبا بكر والزبير. وروي عن جابر قال: قال لي النبي، صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة: "من يأتيني بخبر القوم"، فانتدب الزبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ لكل نبي حواريًا، وحواريي الزبير. وروى يعقوب بن سُفيان عن مُطيع بن الأسود