نجد في كتاب الرد علي الشعوبية لابن قتيبة المتوفي سنة 276 وهو يوازن بين طريقتي تناول الطعام عند العرب والفرس نصا يقول فيه يعيب الفرس: واما اكلهم بالبارجين والسكين فمفسد للطعام ناقص للذته والناس يعلمون الا من عاند منهم وقال بخلاف ما تعرفه نفسه ان اطيب المأكول ما باشرته كف اكله ولذلك خلقت الكف للبطش والتناول والتقذر من اليد المطهرة ضعف وعجب واولي بالتقذر من اليد: الريق والبلغم والنخاع الذي لا يسوغ الطعام الا به وكف الطباخ والخباز تباشره والانسان ربما كان منه اقل تقذرا واشد انسا.
لكل حيوان مما خلق الله قدر من الذكاء قل ذلك او كثر حتي الحمار وهو مضرب المثل في الغباء امكن للإنسان ان يلج به باب التعليم والتدريب.
ومما يروي عن القدماء في هذا المجال ما كان ممن يدعي: الأسود الكذاب العنسي احد المتنبئين باليمن في صدر الإسلام وكان يلقب ذا الحمار يقول المسعودي في التنبيه والاشراف: كان له حمار قد راضه وعلمه فكان يقول له اسجد فيسجد ويقول له اجث فيجثو وغير ذلك من امور كان يدعيها ومخاريق كان يأتي بها يجتذب بها قلوب متبعيه.