غُلام جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ [1] وَقَدْ أَلْجَأَهُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَانِبِ الْحَدِيقَةِ، فَقَصَدَهُ وَحْشِيٌّ، وَقَصَدَهُ أَيْضًا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ [2] ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا مُسَيْلِمَةُ وَقَدْ قَصَدَاهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمَا، فَبَدَرَهُ الأَنْصَارِيُّ بِضَرْبَةٍ عَلَى رَأْسِهِ فَأَوْهَنَهُ، وَرَمَى وَحْشِيٌّ بِحَرْبَةٍ كَانَتْ فِي يَدِهِ، فَوَقَعَتِ الْحَرْبَةُ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ مُسَيْلِمَةُ عَدُوُّ اللَّهِ عَنْ فَرَسِهِ قَتِيلا.
قَالَ: وَتَصَايَحَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ: أَلا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ عَدُوَّ اللَّهِ قَدْ قَتَلَهُ عَبْدٌ أَسْوَدُ وَهُوَ وَحْشِيٌّ غُلامُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
قَالَ: وَجَعَلَ وَحْشِيٌّ يُنَادِي: (أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا وَحْشِيٌّ غُلامُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَأَنَا كَافِرٌ، أَعْنِي حَمْزَةَ بْنَ عبد المطلب [3] ، وقتلت أشر الناس [4]