المنام» رواه الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه، وهذا لفظ مسلم. وفي رواية لمسلم وابن حبان عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه، فزجره النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: «لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام» وقد رواه ابن أبي شيبة مختصرًا ولفظه جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت كأن عنقي ضربت، قال: «لِمَ يخبر أحدكم بلعب الشيطان به».
ورواه الإمام أحمد ومسلم أيضًا من حديث أبي سفيان – واسمه طلحة بن نافع – عن جابر رضي الله عنه قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله رأيت البارحة فيما يرى النائم كأنّ عنقي ضربت فسقط رأسي فاتبعته فأخذته فأعدته مكانه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا لعب الشيطان بأحدكم فلا يحدثن به الناس» هذا لفظ أحمد، ورواه ابن ماجه بنحوه. وفي رواية مسلم قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع، قال: فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: «إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس» ورواه ابن أبي شيبة بنحوه. وفي رواية لمسلم قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي: «لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك»، وقال – أي جابر -: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال: «لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه».
الحديث الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت رأسي ضرب فرأيته يتدهده، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «يطرق أحدكم الشيطان فيتهول له ثم يغدو يخبر الناس» رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه وأسانيدهم صحيحة على شرط الشيخين. وقد جاء أيضًا حديثان في ضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول الرجل الذي أخبره أنه رأى في منامه أن رأسه قد قطع فذهب يتبعه، ولكن ليس في الحديثين نهي عن تحديث الرجل بتلعب الشيطان به في المنام فلذلك لم أذكرهما ههنا. وسيأتي ذكرهما في الفصل الذي تذكر فيه الأشياء التي يستدل بها على التأويل إن شاء الله تعالى.