المكروه، وإذا جعل الغل في اليدين حُمِد لأنه كفّ لهما عن الشر. وقد يدل على البخل بحسب الحال، وقالوا أيضًا: إن رأى أن يديه مغلولتان فهو بخيل. وإن رأى أنه قيّد وغلّ فإنه يقع في سجن وشدة. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" بعد ذكره لكلام النووي، قلت: وقد يكون الغُلّ في بعض المرائي محمودًا كما وقع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فأخرج أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح عن مسروق قال: «مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فسأله فقال: رأيت يدك مغلولة على باب أبي الحشر رجل من الأنصار، فقال أبو بكر: جمع لي ديني إلى يوم الحشر».
الثامنة عشرة: الأمر بأن لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح.
وسيأتي ذكر الأحاديث الواردة في هذا وكلام العلماء فيما يتعلق بهذه الفائدة في فصل مستقل إن شاء الله تعالى.
فصل
في النهي عن الإخبار بما يراه في نومه من المكروه وتلعّب الشيطان به
فأما النهي عن الإخبار بالرؤيا المكروهة فقد تقدم في خمسة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أولها: الحديث الحادي عشر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وثانيها: الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد جاء ذلك فيه من عدة طرق. وثالثها: الحديث الخامس عشر عن أبي قتادة رضي الله عنه وقد جاء ذلك فيه من عدة طرق. ورابعها: الحديث السادس عشر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وخامسها: الحديث الثامن عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وأما النهي عن إخبار الرجل بتلعب الشيطان به في النوم فقد جاء فيه حديثان صحيحان؛ أحدهما: عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا حَلَم أحدكم فلا يخبر أحدًا بتلعب الشيطان به في