الشيء والشيء ولا يخرج عن مقداره. فقوله ههنا "الفريضة" لأنها شيء لازم، فهي تجيء متعادلة. وجعل التطوع صرفا، لأنه يتصرف فيه كيف شاء، فيقل مرة ويكثر أخرى. قال: فاستحسنا هذا التفسير لهذا.
ويقال: تبت يداه، أي: خسرتا، من التباب. قال الشاعر:
* وسَعيُ القَومِ يَذهَبُ في تَبابِ *
ويقال: ويس له، أي: فقر. والويس: القفر. قال أبو العباس: الفراء يقول: ويس له: بدل من: ويل. ويقال: اسه أوسا، أي: سد فقره، وسد ويسه. يعني فقره. قال الشاعر:
فأُسنِي بِخَيرٍ، طالَما قَد فَعَلتَها بِغَيرِي، أبا حَفصٍ، فسُدَّتْ مَفاقِرُهْ
قال أبو الحسن: هكذا قرأناه على أبي العباس، ولم يغيره، وليس الأوس من لفظ ويس. فقلت لأبي العباس: ما هذا؟ فقال: الأوس: العوض، والأوس: الذئب أيضا. وأنشد:
فلَئن سَلِمتُ لأحشأَنَّكَ مِشقَصًا أوسًا، أُوَيسُ، مِنَ الهَبالَهْ
فجعل أوسا الأول عوضا. وقوله "أويس" يريد: يا أوس، فصغره، وهو يخاطب ذئبا. وقبل هذا:
في كُلِّ يَومٍ مِن ذُؤالَهْ ضِغثٌ، يَزِيدُ علَى إبالَهْ
لِي، كُلَّ يَومٍ، صِيقةٌ مِنهُ، تَرَهْيَأُ كالظِّلالَهْ
فلَئن بَقِيتُ لأملأَنَّكَ مِشقَصًا أوسًا، أُوَيسُ، مِنَ الهَبالَهْ
الهبالة: الغنيمة. كأن الذئب كان يقصد غنمه، فتهدده بأن يجعل سهمه عوضا مما يطلب.