قال أبو الحسن: هكذا قرأناه على أبي العباس، ولم يقل فيه شيئا. وقد سمعته قبل هذا، يقول: خزوته: سسته، وأخزيته: أهنته، فخزي خزيا أي: ذل من الهوان، وخزي يخزى خزاية أي: استحيا. والسياسة والقسر يتقاربان.

ويقال: تعست وانتكست. فالتعس: أن يخر على وجهه. والنكس: أن يخر على رأسه. والتعس أيضا: الهلاك. قال المخبل الحارثي:

وأرماحُهم يَنهَزْنَهُم نَهزَ جَمّةٍ يَقُلْنَ لِمَن أدرَكْنَ: تَعْسًا، ولا لَعا

قال أبو الحسن: هكذا قرأناه على أبي العباس، ولم يقل فيه شيئا. وقد سمعته قبل هذا يقول: التعس: السقوط على أي وجه كان. والنكس: ألا يستقل بعد سقطته حتى يسقط ثانية. قال: وهي أشد من الأولى. قال: ولذلك يقولون: تعست وانتكست ولا انتعشت، أي: لا رفعت بعد ذلك.

ويقال: لا قبل الله منه صرفا ولا عدلا. فالصرف: التطوع. والعدل: الفريضة. قال أبو الحسن: قلت لأبي العباس: هذا تفسير حسن في الصرف والعدل. قال: نعم. والذي أذهب إليه: الصرف: القيمة. والعدل: المثل. قال: وأصله في الدية. يقال: لم يقبلوا منهم صرفا ولا عدلا، أي: لم يأخذوا منهم دية، ولم يقتلوا بقتيلهم رجلا واحدا، أي: طلبوا منهم أكثر من ذلك.

قال: كانت العرب تقتل الرجلين والثلاثة بالرجل الواحد. فإذا قتلوا رجلا برجل فذلك العدل منهم. وإذا أخذوا دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره، فصرفوا ذلك صرفا. فالقيمة: صرف، لأن الشيء يقوم بغير صفته، ويعدل بما كان في صفته. قال: ثم جعل بعد في كل شيء، حتى صار مثلا فيمن لم يؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه، وألزم أكثر منه.

قال: وقد تكلموا عليه بكلام كثير. وهو يؤول إلى مثل هذا المعنى، لأن الصرف: التصرف في الأشياء، والعدل: المماثلة بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015