أبي نصر الزينبي، فقال له: لا تحزن، وقرأه عليه من حفظه أو بعضه. قال ابن النجار: الشك من شيخنا.
وقال فيه الشيخ محيى الدين النووي، ومن خطه نقلت: هو حافظ الشام بل هو حافظ الدنيا، الإمام مطلقا، الثقة الثبت.
وحكى ولده الحافظ أبو محمد القاسم، قال: كان أبي قد سمع كتبا كثيرة لم يحصل منها نسخا، اعتمادا منه على نسخ رفيقه الحافظ أبي علي بن الوزير، وكان ما حصله ابن الوزير لا يحصله أبي، وما حصله أبي لا يحصله ابن الوزير.
فسمعته ليلة من الليالي، وهو يتحدث مع صاحب له في ضوء القمر في الجامع، فقال: رحلت وما كإني رحلت! وحصلت وما كأني حصلت! كنت أحسب أن رفيقي ابن الوزير يقدم بالكتب التي سمعتها، مثل ((صحيح البخاري)) و ((مسلم))، وكتب ((البيهقي))، وعوالي الأجزاء، فاتفقت يكناه بمرو وإقامته بها.
وكنت أؤمل وصول رفيق آخر، يقال له: يوسف بن فاروا الجياني، ووصول رفيقنا أبي الحسن المرادي، فإنه يقول لي: ربما وصلت إلى دمشق، وتوجهت منها إلى بلدي الأندلس، وما أرى واحدا منهم جاء إلى دمشق، فلابد من الرحلة ثالثا، وتحصيل الكتب الكبار، والمهمات من الأجزاء والعوالي.
فلم يمض إلا أيام يسيرة حتى جاء إنسان من أصحابه إليه، ودق عليه الباب، وقال: هذا أبو الحسن المرادي قد جاء، فنزل أبي إليه،