إذن ليس في الوجود أغلى من الوقت، وإن الأوقات لتتفاوت في يمنها وبركتها، وحسن حظها وسعادة جدها، فساعة أعظم بركة من ساعة، ويوم أفضل عند الله من يوم، وشهر أكرم من شهر:

هو الجد حتى تفضل العين أختها ... وحتى يكون اليوم لليوم سيدا (?)

ولقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الوقت وطريق الانتفاع به، فيما ورد عنه في كثير من الأحاديث، مشيرا إلى أن ((المؤمن بين مخافتين: بين عاجل قد مضى، لا يدري ما الله صانع فيه، وبين آجل قد بقى، لا يدري ما الله قاض فيه)) (?). فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيه قبل الهرم، ومن الحياة قبل الموت. فيا أيها الأخ العزيز، اغتنم الوقت، فالوقت كالسيف، ودع التسويف فلا أضر منه، وسل الله التوفيق للعمل المقبول، والوقت الفاضل)). انتهى.

وفقنا الله وإياك أيها القارئ الكريم إلى حفظ الوقت وملئه بالعمل الصالح والعلم النافع، وجعلنا من الذين يعرفون قيمة الزمن والحياة، فلا يبغون أنفسهم ولا أمتهم وبلادهم، وأولئك هم الراشدون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015