يدهش الإنسان لسماع أخبارها فضلا عن رؤية ذواتها، وكم لله في خلقه من عجائب؟
قال شيخنا في كتابه ((مقالات الكوثري)) (?)، وهو يتحدث عن بعض الجوانب التي خدم بها القرآن الكريم:
((وما ألفه أهل العلم في اجتلاء روائع المعاني من القرآن الكريم، مما لا يكاد يحصيه العد، على اختلاف مسالكهم في العناية بالرواية أو الدراية، وفنون الأفنان من علوم القرآن، وعلى تفاوت أذواقهم ومشاربهم في الاهتمام بجهة خاصة من مزايا القرآن المجيد.
وأرجو القارئ الكريم أن يسمح لي أن أذكر بعض مؤلفات علماء هذه الأمة في هذا الصدد، مما يكون أنموذجا لمساعيهم الجبارة في مضمار تدوين المؤلفات، فها هو تفسير الإمام أبي الحسن الأشعري، المسمى: ((المختزن)) في سبعين مجلدا على ما يذكره المقريزي في ((الخطط))، وتفسير القاضي عبد الحبار الهمذاني، المسمى: ((المحيط)) في مئة سفر.
وتفسير أبي يوسف عبد السلام القزويني، المسمى: ((حدائق ذات بهجة))، أقل ما يقال فيه: إنه في ثلاث مئة مجلد، وكان مؤلفه وقفه وجعل مقره مسجد الإمام أبي حنيفة ببغداد، ثم صار في عداد الكتب التي ضاعت في أثناء استيلاء المغول على دار الخلافة ببغداد! إلا أني