وقال ابن نباتة السعدي:
أعاذِلَتي على إتعاب نفسي ... ورعيي في الدُّجى روض السُّهادِ
إذا شام الفتى برق المعالي ... فأهون فائت طيب الرُّقاد
وقال غيره:
يهوى الدياجي إذا المغرور أغفلها ... كأن شهب الدياجي أعين نُجْلُ
ولا نبعد بعيداً، فهذا الإمام عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفي من نحو مئة سنة، عام 1304 عن 39 سنة من العمر، قد زادت مؤلفاته على مئة وعشرة كتب، ما بين كتاب في عدة مجلدات كبار ورسالة في صفحات، وكل كتبه في المباحث المفيدة والمشكلات العصبية.
وهذا شيخ الهند مولانا (حكيم الأمة) أشرف على التهانوي المتوفي من نحو أربعين سنة، عام 1362 عن 81 سنة، قد زادت تآليفه على ألف مؤلف. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وكل ذلك بحفظ الوقت. وإنما يعرف قيمة الوقت والزمن: النوادر الموفقون، فيأتون في أعمارهم القصيرة بالأعداد الهائلة من التآليف الكثيرة.
وأذكر هنا كلمة لشيخنا العلامة محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى، تعرض فيها لبيان جملة من التفاسير الكبيرة الضخمة للقرآن الكريم خاصة دون سائر العلوم، تدل بضخامتها على اهتمام أصحابها بالعلم ومحافظتهم على الوقت، فتمكنوا من التآليف الكبيرة، بحيث