خير ما قطع به الوقت وتقرب به لله طلب العلم
وهو القائل رحمه الله تعالى، في فاتحة القسم الأول المطبوع من كتابه ((الفنون)): ((أما بعد فإن خير ما قطع به الوقت، وشغلت به النفس، فتقرب به إلى الرب جلت عظمته: طلب علم أخرج من ظلمة الجهل إلى نور الشرع، وذلك الذي شغلت به نفسي، وقطعت به وقتي.
فما أزال أعلق ما أستفيده من ألفاظ العلماء، ومن بطون الصحائف، ومن صيد الخواطر (?) التي تنثرها المناظرات والمقابسات، في مجالس العلماء، ومجامع الفضلاء، طمعا في أن يعلق بي طرف من الفضل، أبعد به عن الجهل، لعلي أصل إلى بهض ما وصل إليه الرجال قبلي؟!
ولو لم يكن من فائدته عاجلا إلا تنظيف الوقت عن الاشتغال برعونات الطباع، التي تنقطع بها أوقات الرعاع، لكفى، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبي ونعم الوكيل)). انتهى.
قال ابن الجوزي: ولما أدركت الوفاة الإمام أبا الوفاء ابن عقيل واحتضر بكى النساء! فقال أبو الوفاء: قد وقعت عن الله خمسين سنة - يعني أنه كان يوقع الفتاوى التي يبين فيها أحكام الله في الوقائع والحوادث التي تقع للناس، فكان يوقع فيها نيابة عن الله تعالى -، فدعوني أتهنأ بلقائه.