وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه، وإن أجل تحصيل عند العقلاء، بإجماع العلماء، هو الوقت، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص، فالتكاليف كثيرة، والأوقات خاطفة.
قال الشيخ ابن الجوزي: كان الإمام ابن عقيل دائم الاشتغال بالعلم، وكان له الخاطر العاطر، والبحث عن الغوامض والدقائق، وجعل كتابه المسمى ب ((الفنون)) مناطا لخواطره وواقعاته.
وله تصانيف كثيرة في أنواع العلوم، نحو العشرين، وأكبر تصانيفه كتاب ((الفنون))، وهو كتاب كبير جدا، فيه فوائد كثيرة جليلة، في الوعظ، والتفسير، والفقه، وأصول الفقه، وأصول الدين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات. وفيه مناظراته ومجالساته التي وقعت له، وخواطره ونتائج فكره، قيدها فيه.
قال الحافظ الذهبي: لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب، حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربع مئة. قال ابن رجب: وقال بعضهم: هو ثماني مئة مجلدة)). انتهى (?).