وبالجملة؛ فهذه العناوين التى وضعها من عند نفسه فى ثنايا الكتاب؛ مع أنها تنافى الأمانة العلمية؛ فهى - فى الوقت نفسه - تدل على مبلغ علم هذا (الفهيم)، والخسارة التى لحقت بالناشرين للكتاب مادة ومعنى؛ حيث إن تعاليقه المذكورة قد غيرت معالم الكتاب، وجعلته بهذه العناوين والتعاليق كتابا آخر ليس هوو كتاب الحافظ بن كثير!

وليت أن تسلط هذا (الفهيم) على الكتاب وقف عند هذا الحد؛ فقد تعداه إلى أن حذف منه كثيرا من نصوصه وأحاديثه التى لم ترق لعقله الكبير! وذلك ما صرح به فى تصديره للكتاب؛ فقال (ص5):

«بل إننا إضطررنا إلى أن نسقط بعص المروريات التى ضمنها المؤلف كتابه؛ لما حوت من معنى لا يتفق والعقل ولا يستق والدين»!

وإن القارئ لتعاليقه ليجد التنبيه - فى كثير من صفحات الكتاب- على أنه أسقط منها ما شاء دون أن يذكر نص المحذوف منه؛ ليكون القراء على علم به؛ كما تقتضيه الأمانة - هذا لو جاز الحذف! - من ذلك قوله (2/ 285):

«أسقطنا هنا مقاطع يستحى منها الحياء ... »!

وأعجب ما رأيته منه أنه حذف أربع صفحات كاملات بياضا فى المجدل الثانى! وهى الصفحات (89 و99 و101 و102)!

وإنى -والله- لقد رأيت أنواعا مختلفه من مُدَّعى العلم فى هذا الزمان؛ فما رأيت مثل هذا (الفهيم) جرأة وجهلا وغروراً! ولولا أنه كذلك؛ فقل لى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015