قصه البشريه (صفحة 30)

إلى أن قال: ((وإن دينا آمن به أولئك العرب الوثنيون، وأمسكوه بقلوبهم النارية لجدير أن يكون حقا، وجدير أن يصدق به.

وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان أن يؤمن به.

وهذا الشيء هو روح جميع الأديان، وروح تلبس أثوابا مختلفة، وأثوابا متعددة، وهي في الحقيقة شيء واحد، وباتباع هذه الروح يصبح الإنسان إماما كبيرا لهذا المعبد الأكبر-الكون- جاريا على قواعد الخالق، تابعا لقوانينه، لا مجادلا عبثا أن يقاومها ويدافعها.

لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة، والنحل الباطلة، فابتلعها، وحق له أن يبتلعها؛ لأنه حقيقة خارجة من قلب الطبيعة، وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، وجدليات النصرانية، وكل ما لم يكن بحق؛ فإنها حطب ميت، أكلته نار الإسلام، والنار لم تذهب))

إلى أن قال: ((أيزعم الأفاكون الجهلة أنه مشعوذ ومحتال؟

كلا، ثم كلا، ما كان قط ذلك القلب المحتدم الجائش كأنه تنور فكر يضور ويتأجج-ليكون قلب محتال ومشعوذ، لقد كانت حياته في نظره حقا، وهذا الكون حقيقة رائعة كبيرة)) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015