استقللت بالعمل بعد وفاته، خالفت منهجه- رحمه الله- بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيرا لها، أو في حكمها، وفي تحقيق بعض المفردات، أو الجمل اللغوية، والمسائل الخلافية بين العلماء، وفي الإكثار من شواهد الآيات في السور المختلفة، وفي بعض الاستطرادات لتحقيق مسائل تشتد حاجة المسلمين إلى تحقيقها، بما يثبتهم بهداية دينهم في هذا العصر، أو يقوي حجتهم على خصومه من الكفار والمبتدعة، أو بحل بعض المشكلات التي أعيا حلها، بما يطمئن به القلب، وتسكن إليه النفس». (?)
عند ما تعرض لقوله تعالى وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (?) وهي في شأن المرابين، نجده يخالف أهل السنّة، ويؤكد أن صاحب الكبيرة التي في درجة أكل الربا وقتل العمد، إذا مات ولم يتب منها يخلد في النار، ولا يخرج منها أبدا فيقول «أي ومن عاد إلى ما كان يأكل من الربا المحرم بعد تحريمه فأولئك البعداء عن
الاتعاظ بموعظة ربهم، الذي لا ينهاهم إلا عما يضرهم في أفرادهم أو جمعهم، هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه، فيكونون فيها خالدين ... ثم يقول: ما كل ما يسمى ايمانا يعصم صاحبه من الخلود في النار، الإيمان إيمانان: إيمان لا يعدو التسليم الإجمالي بالدين الذي نشأ فيه المرء أو نسب إليه، ومجاراة أهله ولو بعدم معارضتهم فيما هم عليه. وإيمان هو عبارة عن معرفة صحيحة بالدين عن يقين بالايمان، متمكنة في العقل بالبرهان مؤثرة في النفس بمقتضى الإذعان، حاكمة على الارادة المصرفة للجوارح في الأعمال