وهو مماثل لهدف الاستاذ الإمام سدّا لحاجة النّاس، وهداية وإصلاحا، بعد أن أقحم كثير من المفسرين، تفصيلات العلوم، وموضوعات الحديث، وخرافات الاسرائيليات، في تفسيراتهم، مما يصرف الناس عن هداية القرآن.
يقول في ذلك: «إن حاجة الناس صارت شديدة إلى تفسير تتوجه العناية الأولى فيه إلى هداية القرآن على الوجه الذي يتفق مع الآيات الكريمة، المنزلة في وصفه، وما أنزل لأجله، من الانذار، والتبشير، والهداية، والإصلاح (?) وكان الاستاذ الإمام قد صرّح قبله بأنّ هدفه من التفسير هو: «فهم الكتاب من حيث هو دين يرشد الناس إلى ما فيه سعادتهم في حياتهم الدنيا وحياتهم الآخرة» (?).
وهي نفس الطريقة التي سلكها استاذه الإمام، لا يتقيد بأقوال المفسرين، ولا يخوض في الاسرائيليات، ولا يتعلق بأحاديث موضوعة، ولا حشد لمباحث الفنون، ولا رجوع بالنص إلى اصطلاحات العلوم.
يشرح آيات القرآن بأسلوب جيّد، يكشف فيه المعنى بعبارة سهلة مقبولة، ويوضح مشكلات القرآن مدافعا عنه، ورادّا على ما أثير حوله من شبهات. وهو في ذلك يبيّن هدى القرآن، ويدل على عظيم ارشاده، ويظهر معالجته لأمراض المجتمع بالدواء الناجع، كما يبيّن سنة الله في خليقته.
ومع هذا، فقد حاد الشيخ رشيد- رحمه الله- عن منهج استاذه بعض الشيء، وذلك بعد وفاة شيخه، واستقلاله بالعمل. يحدثنا بذلك فيقول: «وإنني لما