ومن الأمور الباطنة: الظن وحب الرئاسة ونحوهما، وفيما ذكرت كفاية، وفيه تنبيه على البقية، فيا أيتها النفس الخبيثة المنطوية على كل بلية بعد هذا، حنانيك، فبعض الشر أهون من بعض.
لَقَدْ أَسْمَعْتَ لوْ نَادَيْتَ حَيَّاً ... وَلَكِنْ لا حَياةَ لِمَنْ تُنادي
وَنارَاً لَوْ نَفَخْتَ لَقَدْ أَضاءَتْ ... وَلَكِنْ صرْتَ تَنْفُخُ في رَمادِ
قال بعض كفار الهند بعد إسلامه: جاهدت نفسي في كسر الوثن الذي كنت أعبده ليلة فغلبتها فكسرته، وأنا في جهاد لها اليوم نحو عشرين سنة في كسر الأصنام الباطنة فلم أقدر ولا نفع جهادي.
وقال أبو عبد الله المحاسبي: وأبناء الآخرة صنفان: صِنفُ رضوا بترك العيوب الظاهرة من الزنا والسرقة وشرب المُسكر والغيبة والنميمة والكذب ومغالبة الناس بالظلم وعملوا الطاعات الظاهرة من الصلاة والصوم وقراءة القرآن والزكاة والجهاد والحج والعتق وعيادة المرضى وتشييع الجنائز وأعمال البر التي هي ظاهرة بالأركان ولم يصلوا إلى عيادة القلب وهي الحكم ولم يقبلوا على العيوب الباطنة، فإذا جاءت نوائبُ هذه