تاريخه وابن فرحون في طبقاته وابن الخطيب في " الإطاحة " واليفرني وابن الطيب الشركَي في فهرسته وغيرهم من الأعلام. ومن الغريب ما وقع في تاريخ ابن خلدون (?) من أن عياضاً لما تولى كبر دفاع عبد المؤمن بن علي عن سبتة وكان رئيسها يومئذ بدينه وأبوته ومنصبه قال: " فسخطته الدولة آخر الأيام حتى مات مغرباً عن سبتة بتادلا مستعملاً في خطة القضاء بالبادية "، اه. وأقطع نص لظهر الخصم في هذا قول ولد عياض القاضي أبو عبد الله محمد في الجزء الذي عقده لترجمة والده (?) أن عياضاً نهض لمراكش من سبتة 25 جمادى الثانية عام 543 فاجتمع فيها بعبد المؤمن، وأمر بلزومه محله، إلى أن خرج عبد المؤمن لغزو دكالة فخرج صحبته، فمرض بعد مسير مرحلة فأذن له في الرجوع، فرجع إلى حضرة مراكش فأقام بها مريضاً نحواً من ثمانية أيام، ثم مات ليلة الجمعة نصف الليل التاسع من جمادى الآخرة عام 544، ودفن بها في باب ايلان داخل السور " اه. كلام ولده، رحمهما الله، فلم يذكر لوالده ولاية بالبادية ولا غيرها، ونص على وفاته بمراكش ودفنه به، وبذلك كله تعلم ما في " الفتح الفياض في شرح شفاء القاضي عياض " لأبي الحسن علي الحريشي الفاسي أن عياضاً مات خارج مراكش بأميال ونقل إليها، قال: " ومن الغريب ما حكاه الشعراني في طبقاته الكبرى من أنه مات فجأة في الحمام يوم دعا عليه الغزالي إذ بلغه أنه أفتى بحرق كتاب الاحياء، وقيل إن المهدي (?) هو الذي أمر بقتله في الحمام بعد أن ادعى عليه أهل بلده باليهودية إذ كان لا يخرج يوم السبت لأنه كان يصنف كتابه الشفا يوم السبت " اه. باختصار، فإنه لا يصح، وإنما نبهنا عليه لئلاّ يغتر به من يقف عليه " اه. كلام الحريشي، ومن نسخة عندي منه بخط تلميذه الحافظ أبي العلاء العراقي نقلت.