فهرس الفهارس (صفحة 788)

ما يرغب فيه من سماعاته حتى يبلغ غرضه لما وقع في نفسه من إخفاق رغبته وتعطيل رحلته، فشكره على ذلك.

وشيوخ عياض يقاربون المائة، لقي من أعلامهم بسبتة أبا عمران ابن أبي تليد وأبا بكر ابن عطية وابن العربي، وأجاز له أبو علي الغساني وأبو عبد الله الخولاني، وكتب إليه من شيوخ المشرق أبو نصر النهاوندي وأبو بكر الطرطوشي وأبو طاهر السلفي، واستجاز منه أيضاً، وأبو عبد الله المازري من المهدية وغيرهم.

حلاه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " بعالم المغرب ووصفه بالحافظ وقال: " صنف التصانيف التي سارت بها الركبان " ونقل قول ابن خلكان فيه: " إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه " وقال: كل تآليفه بديعة. وذكر ابن صعد في ترجمته من " النجم الثاقب " عنه انه قال: " ما وقفت قط على خبر أو أثر إلاّ وعندي إسناده " وقال الحافظ ابن الأبار في " معجم أصحاب الصدفي " لما ترجمه: " وكان لا يُدْرَكُ شأوه ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار وخدمة العلم، مع حسن التفنن والتصرف الكامل في فهم معانيه، إلى اضطلاعه بالأدب وتحققه بالنظم والنثر، ومهارته بالفقه، وبالجملة فكان جمال العصر ومفخر الأفق وينبوع المعرفة ومعدن الإفادة، وإذا عُدَّتْ رجالات المغرب فضلاً عن الأندلس حسب فيهم صدراً " اه. وقال عنه الحافظ السخاوي: " أعرف الناس في وقته بعلوم الحديث وبالنحو واللغة وكلام العرب وأنسابهم " اه.

توفي بمراكش مغرباً عن وطنه يوم الجمعة 7 جمادى الآخرة سنة 544 وأقبر بباب ايلان داخل المدينة، وقفت على قبره بها غير مرة، ودفنه بمراكش هو المعروف لدى مؤرخي المغرب وغيرهم كافة، وهو الذي لابن بشكوال في " الصلة " وابن الأبار في " معجم أصحاب الصدفي " وابن خلكان في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015