أجاز المترجم عامة للسلطان أبي الربيع سليمان وأبي حامد العربي بن أحمد ابن التاودي ابن سودة وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد البناني البلح الفاسي وأبي عبد الله محمد بن شيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن البناني ومحمد بن عبد الرزاق الفاسي، حسبما وقفت على إجازته للأخير بخطه، وعندي صورتها، ومحمد بن عبد الواحد ابن الشيخ، به عرف، الأموي نسباً المكناسي داراً، وقفت على إجازته له وإمضاؤه فيها هكذا: " كتبه خديم آل رسول الله محمد العربي بن المعطي ابن صالح الشرقي العمري التادلي " وغيرهم، ولكن اتصالنا به عن أبي الحسن علي بن ظاهر الوتري عن أبي العباس أحمد بن الطاهر المراكشي عن القاضي أبي حامد العربي بن الهاشمي الزرهوني عنه عامة ما له. ونروي ما اتصل به من طرقٍ وأوراد عن المعمر محمد المهدي بن العربي بن الهاشمي العزوزي عن أبيه بإجازته لأولاده قبيل موته، كما وقفت على ذلك بخطه، وهو عن المترجم للمترجم مجموعة إسنادية هي التي أدرج حفيده في " الفتح الوهبي ".
قلت: ووالد المترجم هو الإمام العارف الكبير فخر المغرب أبو الذخائر محمد المعطي ابن الصالح الشرقي دفين بجعد صاحب كتاب " الذخيرة في السيرة النبوية " وهي من أعظم الكتب التي فاق بها المغاربة على غيرهم لأنها في نيف وسبعين مجلداً من القالب الكبير كما للشيخ (تو) في فهرسته، بإنشاء بديع وبلاغة فائقة يفرغ السيرة النبوية في قالب صيغة صلاة، وكل مجلد أو أكثر من هذه المجلدات في موضوع من مواضيع السيرة، فله في المعراج سبع مجلدات، وفي الحج والزيارة وأماكنهما مجلدات سبعة، وفي الشمائل النبوية سبعة أسفار أيضاً وسفر في المولد، وسفر في الوفاة النبوية، وسفر في النعال النبوية، وسفر في الأسماء النبوية، وسفر في الأعضاء النبوية، وهكذا. وقد اشتهر هذا الكتاب وانتشر فقلَّ أن تخلو خزانة بالمشرق والمغرب من جزء منه أو أجزاء، ويوجد كاملاً في المنكتبة المخزنية بفاس الجديد أدخله لها السلطان