بعد أن تكلم على نسخة ابن سعادة التي هي من أحباس خزانة القرويين: " وقد عثرت على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به البلاد بخطه بطرابلس في جلد واحد مدموج لا نقط به أصلاً على عادة الصدفي وبعض الكتّاب، إلاّ أن بالهامش منه كثرة اختلاف الروايات والرمز عليها، وفي آخره سماع عياض وغيره من الشيخ بخطه، وفي أوله كتابة بخط ابن جماعة والحافظ الدمياطي وابن العطار والسخاوي قائلاً: " هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني وبنى عليه شرحه الفتح واعتمد عليه لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها الحرمين ومصر والشام والعراق والمغرب فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة، ولقد بذلت لمن اشتراه في عدة كتب من أهل طرابلس الغرب باصطنبول بثمن تافه صُرَّةَ ذهب فأبى من بيعه وبقي ضائعاً في ذلك القطر، وكان من مدح ابن العطار له بخطه ما نصه:
قد دام بالصدفَّي العلمُ منشراً ... وجلَّ قدر عياضِ الطاهرِ السلفي
ولا عجيب إذا أبدى لنا درراً ... ما الدرُّ مظهره إلاّ من الصدف (ي) قال ابن العطار: وقلت أيضاً في سيدنا ومولانا قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة، وقد حملت هذه النسخة لمجلسه بالصالحية في العشر الأول من رجب سنة 802 فنظر فيها وقال: لو كتبت نسخة واضحة بخط حسن وقوبلت على هذه لكانت أحسن لأن كاتبها رجل جليل القدر:
رأى البخاري بخطّ الحافظِ الصدفي ... قاضي القضاةِ إمام النبلِ والسلفِ
جمالُ واسطةِ العقدِ الثمين له ... ولا عجيبٌ بميل الدرّ للصدف (ي) ونحو هذا لابن عبد السلام الناصري أيضاً في رحلته الصغرى قائلاً: " عليها من سماعات العلماء في القرون السابقة عياض فمن دونه إلى ابن حجر العجب "، اه.