فهرس الفهارس (صفحة 698)

وممن رأيته أفاض في وصف هذه النسخة الفقيه المدرس أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أبي محمد عبد القادر الفاسي في رحلته الحجازية الواقعة عام 1211 قال: " لطيفة، وقفت بمحروسة طرابلس على نسخة من البخاري في سفر واحد في نحو من ست عشرة كراسة، وفي كل ورقة خمسون سطراً من كل جهة، وكلها مكتوبة بالسواد لا حمرة بها أصلاً، وهي مبتدأة بما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند تمام كل حديث صورة، اهـ. ولا نقط بها إلاّ ما قل، وبآخرها عند التمام ما صورته: آخر الجامع الصحيح الذي صنفه أبو عبد الله البخاري رحمه الله والحمد لله على ما منَّ به، وإياه أسأل أن ينفع به، وكتبه حسين بن محمد الصدفي من نسخة بخط محمد بن علي بن محمود مقروءة على أبي ذر رحمه الله وعليها خطه، وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة 21 محرم عام ثمانية وخمسمائة والحمد لله كثيراً كما هو أهله وصلواته على محمد نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم كثيراً أثيراً، وعلى ظهرها: كتاب الجامع الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلك وسنّته وأيامه تصنيف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رضي الله عنه رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري عنه رحمه الله، لحسين بن محمد الصدفي، أوقفني على هذه النسخة المباركة محبنا الفقيه الناسك ذو الأخلاق الحسنة سيدي الحاج أحمد بوطبل، وذكر لي حفظه الله أنه اشتراها من اصطنبول، وحيث اشتراها اجتمع علماؤها وقالوا له: أخليتَ اصطنبول، ثم قال: وعليها إجازة الصدفي للقاضي عياض في جملة الفقهاء بسماعهم له في المسجد الجامع بمرسية وعلى ظهرها أيضاً: هذه النسخة جميعها بخط الإمام أبي علي الحسين بن محمد الصدفي شيخ القاضي عياض، وهي أصل سماع القاضي عليه كما ترى في الطبقة المقابلة لهذه، وهي الأصل الذي يعتمد عليه ويرجع عند الاختلاف إليه، وقد اعتمد عليها شيخنا الحافظ ابن حجر حالة شرحه للجامع الذي سماه فتح الباري " اهـ. كلام الرحلة الفاسية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015