فهرس الفهارس (صفحة 696)

وذكروا أن صهره أبا عمران موسى ابن سعادة سمع عليه الصحيح نحو ستين مرة في نسخته المعروفة بنسخة ابن سعادة، وهي من أحباس مكتبة القرويين عندنا بفاس، كان استعارها السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن فبقيت بدار المخزن بفاس يسافر بها الملوك تبركاً وتيمناً إلى أن أخرجها معه المولى عبد الحفيظ للرباط، وبعد خلعه صحبها معه لطنجة فبقية بين كتبه، وهي الآن بمكتبة المدرسة العليا بالرباط، وقفت عليها مراراً ونقلت منها.

نروي ما للصدفي من طريق عياض وابن حكم وابن بشكوال عنه، وبأسانيدنا إلى ابن خير عن الشيخين أبي الحسين أحمد بن سراج وأبي محمد عبد الله بن سعيد العبدري كلاهما عنه. وفي " درر الحجال في مناقب سبعة رجال " للعلاّمة الافراني المراكشي: " وأهل مراكش الآن كثير منهم يزعم أن أبا علي الصدفي دفين مراكش، وأن قبره برحبة موسى بن الغازي، وهناك قبر يزورونه بتلك النية، وذلك باطل لأن أبا علي توفي في وقعة قتندة (?) وكانت سنة 514، وكانت الهزيمة على المسلمين، ففقد أبو علي ولم تظهر جثته كما في " الغنية " وغيرها، اهـ. ومن خط المؤلف نقلت.

وقد وقفت في خزانة الجامع الأعظم بتازا على الجزء الأول من جامع الترمذي على أوله بخط الحافظ الصدفي المترجم إجازة به للفقيه الأمين أبي الفضل مبارك مولى إبراهيم بن عيسى الأنصاري قال: " بعد سماعه له عليه وللصحيح " وهي بتاريخ جمادى الأولى عام ستة وخمسمائة (506) ومبارك المذكور من أصحاب الصدفي الذين أغفلهم الحافظ ابن الأبار في معجمهم ولذلك استدركته عليه.

أعجوبة: وقد عثر المتأخرون بطرابلس الغرب عام 1211 على أصل عظيم من الصحيح بخط الحافظ الصدفي أسهبوا في وصفه ونعته، وها أنا أنقل لك كلامهم في شأنه، قال الحافظ ابن عبد السلام الناصري في كتابه " المزايا "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015