ثم تحقق أنه أدخل بعض فروعه المقابلة على الأصل اليونيني. وقد وقفت على الفرع المذكور الذي جلبه الشيخ المترجم من المشرق، وهو في عشرة أسفار بخط مشرقي واضح نقي، كاتبه إبراهيم بن علي القيصري المكي الحنفي، فرغ منه سنة 1117 تجاه الكعبة المعظمة. وذكر أن ناسخ الأصل اليونيني محمد ابن عبد المجيد أتمه سنة 669، وعلى الفرع المذكور بخط المترجم: " ملك لله بيد أحمد بن محمد بن ناصر كان الله له بمكة المشرفة بثمانين ديناراً ذهباً "، اهـ من خطه. وفي مكتبة الزاوية الناصرية فرع من هذا الفرع في ثلاثين جزءاً بخط محمد بن محمد بن محمد حجي الفاسي أتمه نسخاً عام 1128 على أوله: " هذا السفر الأول من اليونينية من أحباس الزاوية الناصرية مما أمر بنسخه الإمام الكبريت الأحمر أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسين ابن ناصر بن عمرو "، اهـ باللفظ. ولابن عبد السلام الناصري في " كتاب المزايا " (?) التنصيص على أن النسخة اليونينية يعني التي عندهم مقابلة على أصل صحيح مقابل من أصل اليونيني (انظرها) ورواية اليونيني دخلت المغرب قبل ذلك ضمن شرح القسطلاني المسمى بالإرشاد فإنه عليها اعتمد فيه.
وناهيك في حق المترجم وزاويته بقول المؤرخ الصاعقة أبي القاسم الزياني في رحلته: " أحسن ما في مغربنا من الزوايا الزاوية الناصرية الموسومة بزاوية البركة، المقتدون بعمل أهل المدينة ومكة، المتمسكون بالسنّة في السكون والحركة، فطائفتهم أحسن الطوائف سمتاً، وأحسنهم في حال الذكر صمتاً، وأصبرهم على الميثاق في طلب العلم اعتكافاً وسبتاً، وبالجملة لا ترى في سيرتهم عوجاً ولا أمتاً "، اهـ.
وفي المزايا لابن عبد السلام الناصري: " وكان الشيخ أبو عبد الله ابن