ثلاثة الخ. . . قيض الله من رد عليه ذلك موضحاً ما انبهم عليه من تلك المسالك، وهو سيدنا الشريف الحبر العلامة المحقق العمدة النقاد أبو الربيع يليمان بن محمد بن عبد الله العلمي الموسوي الشهير بالحوات ثم ساق كلامه، ومنهم شيخ الجماعة بالمغرب أبو عبد الله محمد بن المدني كنون، فقد وجدت في كناشة بخطه، وهو عندي، نقل كلام الحوات المذكور مستحسناً له. ومن أغرب ما يلاحظ على أبي عبد الله القادري المذكور نقله إنكار هذه المقالة عن المسناوي، مع أن المسناوي نسبها لجده المذكور في كتابه " جهد المقل القاصر " جازماً بها غير هياب ولا وجل من أمرها ونصه: " وقد كان شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي بكر يقسم من يعرفه من حفاظ علماء زمانه إلى من هو حافظ ضابط ثقة، وإلى من هو حافظ ضابط غير ثقة، وإلى من هو حافظ غير ضابط ولا ثقة، ويمثل لكل واحد من الأقسام الثلاثة بقصد التعريف والتحذير، اه منه. وقد سبق عن أبي الربيع الحوات قوله رويناها من طريق أبي عبد الله المسناوي لها وجزمه بها عن جده، ووجدت بخط شيخ بعض شيوخنا القاضي العلامة المطلع المحصل أبي عيسى المهدي بن الطالب ابن سودة على هامش " التقاط الدرر " للقادري في المحل المذكور مانصه: " رد على هذا المؤلف العلامة أبو الربيع الحوات وكذا بعض تلاميذه، اه " وناهيك بهؤلاء.
ومن أوجه التوقف عند القادري كما في تاريخه الكبير أن البيجري الناقل لهذا الكلام عن المترجم له مجهول عنده قال: " لا يعرف له ذكر مع أهل العلم ولم نعثر على من وصفه بالعلم أو ذكره أو سماه، ولم يذكره أحد لا في تقييد ولا في فهرسة ولا نقل ولا مؤلف، مع مطالعتنا لكثير من ذلك كفهرسة سيدي عبد القادر الفاسي وولديه والشيخ اليوسي والمرآة والممتع والروضة والابتهاج والمقصد والالماع وتحفة الأكابر وأزهار البستان وكثير من الكنانيش والتقاييد ولم نعثر على من ذكر البيجري المذكور. . . " الخ.