هذا كلام القادري في " النشر الكبير " وهو عجيب صدوره منه رحمه الله، فإن صاحب " الممتع " و " الالماع " وغيرهما هو الذي نقل عن البيجري المذكور كما بخط المسناوي، ولولا أنه ثقة عنده عدل مزكى لما أعتمده في أمر جلل كهذا. والتفاصيل التي عند المحدثين في المجهول الحال والاسم لا تجرى في البيجري المذكور. وقد سبق عن أبي الربيع الحوات أن الشيخ المسناوي ساق هذا التقسيم برواية مسندة هي عنده معتمدة، اه نصه، وكفى هذا توثيقاً للبيجري المذكور. وما ذكره من كونه لا ذكر له في فهارس الفاسيين واليوسي وغيرها من الكتب التي ذكر لا يكون حجة له لأن هذه الكتب لا تذكر إلامن دعت الضرورة أهلها أن يذكروه لعلاقة بالمؤلف فيه. ومن تتبعها لا يجد فيها ذكراًُ لأحد من أهل مكناس مع كثرة من كان به من الفقهاء والقراء والأدباء، فهل اولئك الأعلام المكناسيون الذين كانوا في ذلك العصر ولا نجد لهم ذكراً في فهارس الفاسيين واليوسي نحكم عليهم بالجهالة هذا ما لا أراه يقبله عاقل فضلاً عن فاضل.
وأولاد البيجري بمكناس بيت شهير، وعلم في الفضل منير، تعدد فيهم القضاة والعلماء والأدباء منهم أبو محمد عبد السلام البيجري مات بمكناس عام 1132، ومنهم القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد السلام البيجري، وله شرح على صغرى السنوسية سماه " فتح الرحمن لاقفال أم البرهان " وهو في مجلد ضخم، وقفت على نسخة منه بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد السلام البيجري، تعرض لذكره الأديب الكاتب ابن عثمان المكناسي في رحلته الحجازية وأبو عبد الله بصري في فهرسته وغيرهما. على أن " الابتهاج " الذي عدده من جملة الكتب التي لم يجد فيها ذكراً للبيجري، سبحان الله، ألم يجد فيه ما نقله البيجري عن الدلائي ففي ترجمة الحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي من " ابتهاج القلوب " ما نصه: " وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن