محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي: " من المقرر عند الأشياخ أن العلم إنما أحياه بالمغرب من الشيوخ سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي وسيدي محمد بن ناصر في درعة وسيدي عبد القادر الفاسي بفاس، اه ". ولما وقع نحو ذلك في " نشر المثاني " كتب بهامش نسخته منه المطلع الاخباري أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري صاحب " التحفة " في حق المترجم: " إنه كان يكرم طلبة العلم ويواصلهم بالعطاء الجزيل إعانة لهم على طلب العلم وكان مرتباً عنده بباب داره من طلبة العلم أزيد من ثلاثة عشر مائة، اه ". وذكر أبو الربيع الحوات في محل آخرمن " البدور " أيضاً أنه كان يعدل ويجرح في حفاظ زمانه على التعيين، ولا يبالي في الحق كأنه يحيى بن معين، فقد روينا من طريق خاتمة العلماء الراسخين من أعقابه الشيخ الإمام المحقق أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن المسناوي بن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، قال حدثني الثقة الصدوق أبو عبد الله محمد المهدي بن أحمد بن عليّ ابن يوسف الفاسي رحمهم الله قال: " حدثني أبو عبد الله البيجري المكناسي أن الشيخ أبا عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي رضي الله عنه كان يقول: حفاظ المغرب في وقتنا ثلاثة: حافظ ضابط ثقة وهو أحمد بن يوسف الفاسي، وحافظ ضابط غير ثقة وهو فلان، وعين الثالث، رحم الله الجميع، اه ". قال الحوات: " قلت: وهكذا كانت طريقة المحدثين الأثبات يعدلون ويجرحون في الرواة، وإن كانوا ممن بلغ النهاية في الشهرة بالعلم والولاية، فقد قالوا في أهل الطبقة السادسة من المجرحين إنهم الغالب عليهم الصلاح والعبادة لم يتفرغوا إلى ضبط الحديث وحفظه والاتقان فيه فاستخفوا بالرواية، وكان خلف بن سالم يقول: " من استخف بالحديث استحف الحديث به " ثم الجرح وإن كان فيه خطر فلا بد منه، فالنصح في الدين حق واجب كحفظ الحقوق من الدماء والأموال والأعراض ولكون ذلك نصيحة لا يعد غيبة فيهم، وقد أجمع المسلمون قاطبة بلا اختلاف بينهم أنه لا يجوز الاحتجاج في أحكام الشريعة إلا بحديث