بمثله إلا من أيد بالتوفيق والاسعاد، وركب في التقاط درره الأغوار والأنجاد، وتغرب فيه وارتكب الطرق البعاد، وتفرغ لجمع أصوله في عصر الشباب وحرارته، وساعده العمر بامتداده وكفايته، وتربع في دوائر الحرص وإمارته، نعم وإن كنت أستصغر ما ترى من هذه الكراريس العديدة وأستقلها فلعمري إنها لكثيرة، وأما الاستيعاب فأمر لا يفي به طول الأعمار، ويحول مانعاً دونه العجز والبوار، وكان يخطر بالبال أن يكون أدون من هذا المقدار حجماً، وأنقص جرماً، مراعاة لهمم أهل العصر، ورغبات النفوس في كل مصر، ولكن هذا ما كتب أن يكون، قدمته لأجده ذخراً يوم المنون، وأسأل الله أن لا يحرمنا ثواب التعب فيه، ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه، وأن يجعله خالصاً لوجهه، وسبباً للاتصال بمصطفاه ونبيه، مجيزاً به وبكل ما صح لي أو سيصح من المرويات والمؤلفات أولادي محمد عبد الأحد وعبد الرءوف وأبو بكر وعبد الرحمن وعبد الكبير، أصلح المولى أحوالهم ووفقهم لاتباع أثر أسلافهم، وأطلب الله أن يجعل هذه الصناعة أكبر علومهم، وأكثر شواغلهم وهمومهم، إجازة عامة مطلقة تامة، ولأولادهم وأحفادهم، وكذا أجزت بمثل ذلك لابن خالتنا وعمنا الشريف الكاتب النبيه أبي حفص عمر بن ولي الله أبي عليّ مولاي الحسن بن عمر الكتاني، ولمحبنا بهجة تونس ونادرتها مفتي المالكية بها العلامة الأستاذ الشيخ سيدي بلحسن بن مفتي المالكية بها أيضاً الأستاذ الكبير الشيخ سيدي محمد النجار الشريف المالكي ولنجليه الكريمين أبي عبد الله سيدي محمد الهادي وأبي عبد الله سيدي محمد الصادق، وكذا أجزت بمثل ذلك لحفيده أبي عبد الله سيدي محمد الطاهر ابن أخيه سيدي محمد، وكذا أجزت بمثل ذلك لصفينا في الله الفقيه المحدث العالم العامل الرحال أبي حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني المدرس بالحرم المكي الآن، ولمحبنا باشا سلا العلامة الفاضل الأديب المفضال أبي عبد الله محمد بن الباشا الحاج الطيب الصبيحي السلوي وأنجاله، ولأبناء خلنا وخلاصة أهل ودنا بهجة مكناسة الزيتون ومؤرخها وأديبها ونقيب الأشراف