له كبير اعتناء بالرواية وإنما كان الغالب عليه الدراية " (?) ، اه. من إجازة له. ومن العجيب أن من معتمديه أحمد بن سعيد المكيلدي وهو من الآخذين عن أبي سالم العياشي المجازين منه.
ولليوسي فهرسة ملأها علماً وتطاولاً بعد العهد بمثله، وكان يريد إخراجها في جزء كبير، ولكن لم يكملها، والذي تم منها في نحو خمس كراريس، قال في أولها إنه رتبها على مقدمة تشتمل على فوائد وخمسة فصول: الفصل الأول: في ذكر أشياخه في التعلم مع الإلمام بشيء من الفوائد الواقعة معهم، الثاني: في ذكر الأشياخ في الدين ولو بطريق التبرك، الثالث: في ذكر شيء مما ألهم الله في آية أو حديث أو شعر أو كلام من فهم على طريق الإشارات، الرابع: في ذكر شيء مما خوطبت أو خاطبت به من نثر أو نظم، الخامس: في جمع الفوائد الملقوطة من أي نوع كان. قال في " نشر المثاني ": وهي فهرسة جيدة وقد أشار فيها إلى علوم كثيرة وفوائد غزيرة "، اه.
وإني أتعجب منه لما حج لم لم يستجز أحداً بمصر والحجاز والمغرب الأوسط، مع جلوسه بمصر نحو أربعة أشهر، ووجود كثير من أقطاب العلم والرواية إذ ذاك بتلك الديار كالعجيمي والبصري والنخلي في الحجاز، وأحمد ابن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي والشمس البقري والعجمي والخرشي ومحمد بن منصور الاطفيحي وعبد الحي الشرنبلالي وشاهين الأرمناوي في مصر، وهؤلاء كل أو جل أقرانه الذين رحلوا قبله وبعده أخذوا عنهم، خصوصاً العجيمي والخرشي، وهو إهمال كبير منه، ولعله لم يجد من