الملكة وفصاحة القلم واللسان، مع الزعامة والإقدام، والصدع بما يتراءى له، وكثرة التصنيف على طريق بعد العهد بمثله، وهو الكلام المرسل الخالي عن النقل إلا ما لابد منه، أبو عليّ الحسن بن مسعود بن محمد بن عليّ بن يوسف بن داوود ابن يدارسن اليوسي البوحديوي من آيت بوحدوا، هكذا لأبي التوفيق الدمنتي في فهرسته، ولغيره بعد داود: ابن حدوا ابن أويس المعروف باليوسي اليدراسني، ومن العجيب أن المترجم له في محاضراته لما ذكر أنه ابن مسعود بن محمد بن عليّ بن يوسف قال: وهو أبو القبيلة، وهو عجيب، فإن جده يوسف هذا رابع الآباء، ومع قربه من زمنه تفرعت منه خلائق فإن قبيلته اليوم وقبله كبيرة كثيرة جداً من أعظم قبائل المغرب. وكونه من آيت يوسي القبيلة البربرية هو الذي صرح به المترجم عن نفسه في كتابه " المحاضرات " وهو الموجود في التواريخ والفهارس. ورأيت عصريه ونده القاضي التجموعتي أشعر في كتابه المسمى " خلع الأطمار اليوسية عن الأسطار اليوسية " بأن المترجم من آيت كايس، وهم فخذ من آيت يوسي أهل كيكو، والمترجم يشعر في رسالته الكبرى للسلطان أبي الأملاك الملى إسماعيل بأنه من أهل النسب، والله أعلم.
جال المترجم في بلاد المغرب حاضرةً وباديةً لأجل طلب العلم، وخصوصاً بالصحراء وبلاد البربر وسوس وبلاد الساحل، وأخذ عن أعلام فصل أخذه عنهم تلميذه الهشتوكي في " قرى العجلان " وإن لم يذكر ذلك هو في فهرسته، على أنه لم يكملها. نعم يروي عامة عن أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وشيخه ابن سعيد المرغتي السوسي ومحمد بن محمد بن أبي بكر الدلائي المعروف بالمرابط وأبي السعود عبد القادر الفاسي، وعمدته في طريق القوم الأول، هؤلاء الذين أجازوه آخر عمره، فإجازة الثاني له مؤرخة سنة 1083، والثالث سنة 1079، والرابع سنة 1081، وذلك قبل موته بنحوعشرين سنة، وهذا إهمال غريب يصدق قول تلميذه الشيخ المسناوي فيه: " لم يكن