فيها: "قد يربط الله بين النفوس من غير طريق الرباط بين الأجساد, وقد تتعارف الأرواح وتأتلف دون حاجة إلى ما ألفه الناس من المقابلات والمحادثات"1.

ومن ذلك تَبِينُ العلاقة النفسية بين طه حسين وجمهور قرائه، والتي دفعت به إلى أن يرأس تحرير مجلة "الكاتب المصري" التي صدرت في أكتوبر 1945 عن دار الكاتب المصري للطباعة والنشر، والتي استمرَّت لمدة ثلاث سنوات, حدَّدت خلالها مفهوم الصحافة الأدبية عند طه حسين في محورين يستقطبان كل أبحاثها هما: العرض والنقد، عرض الفكرة الجديدة أو الكتاب الجديد أو الأثر القديم، ومن خلال هذا الاحتكاك بين العرض والنقد يرسم طه حسين مفهوم للصحيفة الأدبية أو الفكرية العامة، لإغناء الفكر المصري وتأصيله من خلال التعريف والتصحيح والتقويم في النطاق الفكري أو الخلقي على السواء.

وفي "الكاتب المصري" يبين الأثر الفرنسي في ثقافة طه حسين, والنموذج الذي تمثَّله للصحافة الفرنسية، والذي ظهرت آثاره من قَبْل في صفحات المجلات الفكرية العامة: "المجلة الفرنسية الجديدة"2 التي كانت تتيح لكُتَّابها معالجة موضوعات أخرى غير الأدب تظهر فيها مقدرتهم التحريرية, وتضمَّنَت فنونًا أخرى من النقد الموسيقي والفني3، عني بها طه حسين في مجلته، التي كانت على اتصال وثيق كذلك بمجلة "الأزمنة الحديثة"4 التي يديرها سارتر، والتي ناقش طه حسين دعوتها إلى الالتزام والمذهب الوجودي في الأدب والفكر، من خلال الريبورتاج والوثيقة ومقال التحليل الاجتماعي. وقد نشرت "الكاتب المصري" مقالات لسارتر كان يخصها بها، وكان بعضها ينشر فيها وفي "الأزمنة الحديثة" في وقت واحد5.

وعني رئيس تحرير "الكاتب المصري" بالشهريات التي تصل القارئ العربي بالعالم مثل: شهرية السياسة الدولية - من وراء البحار - ظهر حديثًا - في مجلات الشرق - شهرية المسرح والسينما - في مجلات الغرب - إلى جانب المقالات النقدية والاجتماعية والسياسية لطه حسين في هذه المجلة.

ومن هذه المجلة يبين العنصر النفسي للكيان الصحفي فيها، من تسميتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015